الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

رمضان الفراق والافتراق....

رمضان أتى وقبل قدومه بأربعة أيام فقدت صديقين لى ف حادثة سير...كان أحدهما

أعز صديق لى...تلقيت الخبر ف الساعه الخامسه بعد الفجر...وأصابتنى نوبه هستيريه 

 من البكاء والصراخ..كانت صدمه مريره وكان يوما مشئوما...كنت مفزوعا من النبأ

الكئيب وأحسست أن الزمن توقف من حولى والحزن تجمع ف قلبى وسكن وجدانى


 بلغنى الخبر أحد أصدقائنا المقربين وهو مفجوع وبدأنا  ف البكاء معا عندما تحدثنا

عبر الهاتف...تخيلت لوهلة انه كابوس بشع...بعدها ادركت انها الحقيقه القاسيه...


ثم بعدها بدقائق معدوده اتصل بى ابن عم الصديق الثانى ليبلغنى خبر وفاته هو الثانى

 شعرت كأنها خناجر تدب ف قلبى .......وصرخت بأقصى قوتى وانهمرت الدموع


من عيناى ف عنف وحرقه.....!


ذهبت الى بيت صديقى المقرب ..وقابلت زميلان ف طريقى الى هناك...عندما دخلت


الشارع الذى يوجد فيه بيته انقبض قلبى من مشهد النسوه والرجال الذين يجلسون أمام

 منزله...فتساقطت الدموع من عيناى متألمة لفراقه وحزنا ع الغرفه التى تخلو منه


التى طالما جلسنا أنا وهو فيها...بها درسنا وضحكنا وجلسنا معا ع مدار سنوات.....

لم أتحمل الموقف فرجعت مسرعا الى المنزل كى أبكى وأصرخ  ف خلوة بعيدا عن 

الآخرين ....


وبعد اتصالات عده بينى وبين مصطفى لكى أعرف الموعد المحدد الذى فيه سوف


يرجعون من المستشفى ومعهم جثة أحمد....غفوت قليلا من الارهاق النفسى والجسدى

اللذان ألما بى....صحوت شاردا تعيسا ..أستحممت وجهزت نفسى للذهاب الى الصلاه


وحضور مراسم الدفن..

دخلت المسجد وجلست تعيسا حزينا وتائها....رأيت الكثيرمن الأصحاب الذين لم أراهم


منذ مده طويله وأصحاب دراسه أتوا من بلاد أخرى....وعندما دخل نعش أحمد ..وسط

استغفار الناس وترحمهم ونطق بعضهم لآيات قرآنيه لم أتحمل رؤيت نعشه فأجهشت


ف البكاء ثم صلينا وذهبنا ف عربيات نقل عملاقه بأعداد كبيره من أهله وجيرانه

ومعارفه .....وتمت دفنته وسط أجواء يخيم عليها الحزن والبكاء والكئابه.... 

 رجعت الى المنزل يومها وأنا غير مستوعب سرعة وتلاحق الأحدث ونمت نوما عميقا


لساعات عديده...!



لم أستيقظ الا ف منتصف اليوم التالى...وف نفس اليوم ذهبت الى الجنازه ووجدت

والد أحمد فسلمت عليه مواسيا...وجلست فلم أستطع منع نفسى من البكاء وعلامات


الحزن والكئابه مرتسمه ع وجهى وسط المعزين...

جاء والد أحمد وجلس بجانبى وأعطانى منديلا كى اجفف دموعى وشد ع كتفى قائلا


(أمانه وربنا خدها هنئوله لأ)...لم أهتم بما قاله وأخذت الدموع تذرف من عيناى مجددا

ثم بعدما انتهى القارئ من تلاوة القرآن ذهبت أنا ومصطفى وبعض الأصحاب لملاقاة


والدة أحمد...لطالما فكرت فيها وف حالها لانى أعلم جيدا كيف كانت تحبه ومرتبطة به

أفزعنى منظرها التعيس المبكى...وجهها ذابلا تعيسا...عيونها تائهه وشارده ...


طلبت مننا أن نتذكره والا ننساه ماحيينا..فوعدناها بما قالت...وخرجنا ونحن نسمع 

نحبها وبكاءها... 


كانت هذه ألايام هى ألاكثر كئابة ع الاطلاق....أصبحت للحزن والكئابه عنوانا....

أختى الكبرى كانت تجئ وتجلس معى مواسية تطلب منى الصبر وقراءة الفاتحه لأحمد

وصديقى الآخر الذى اسمه أحمد أيضا..ولكن أحمد الأول هو صديقى المقرب الذى

لطالما كان يساعدنى ف دراستى ويحضر معى المحاضرات والكورسات ويذهب

ويجئ معى ف كل مكان....

لم أستطع أن أمنع الذكريات من ملاحقتى ليلا ونهارا...كلما صحوت وكلما غفوت...

لم أستطع أن انسى ابتساماته ومزاحه معى...وتقبيله لى ووجوده معى أينما ذهبنا

لم أستطع أن أوقف دموعى التى تنهمر كلما تراءى لى وجهه البرئ...

أخبرنى مصطفى انه سيذهب الى القاهره كى يقيم عند أخيه بضعة أيام بعيدا عن هنا

لعله يستطيع أن يحسن من حالته النفسيه..أيدت قراره ونصحته بأن يذهب ويختلى

بنفسه ....

أم أنا فلا مفر لى من ملاحقة الذكريات ....فأنا أرى أحمد أينما ذهبت وأسمع صوته

وضحكاته كلما فكرت فيه...


من المؤكد أن رمضان هذا العام هو اكئب رمضان قابلته وعشته..فلم يأتى الا بالحزن

والتعاسه والقسوه المريره.....والحياه لا تزال تضعنى ضمن أولوياتها...ولا تزال

مصره ع مفاجئتى وتكسيرى .... فلا يكفيها انهيارى وماحدث ومايحدث وما سوف

يحدث..!

ولا يكفيها انى ضعفت وتمنيت الموت كى أهرب من واقعى القاسى....

ربما رمضان يكون رحيم بى ويبث ولو شئ من السعاده ف داخلى...

كم أتمنى ذلك ولطالما تمنيت ألا تنتقم الحياه من أصدقائى وأهلى وأحبائى....

فأنا أتحداها ...فأنا حى ارزق وسأتجاوز محنى النفسيه ومصائبى...

فأنا لى رب رحيم يرأف بى وبصديقى.....    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق