الاثنين، 29 أغسطس 2011

بأى حال عدت ياعيد...!

(عيد بأى حال عدت ياعيد بما مضى أم بأمر فيه تجديد)...كانت هذه الكلمات أخر مانطق

بها الشاعر العربى المتنبى قبل ان يغادر مصر بعدما حدث خلاف بينه وبين حاكم مصر

آنذاك كافور الاخشيدى...

تتردد نفس الكلمات ع لسانى ولكن الحال مختلف عما كان عليه المتنبى منذ قرون....فأنا


فيها اشكو من جمود حالتى النفسيه والحياتيه ف آن واحد...

بالرغم من ان هذا العيد  فيه العديد من الاحداث السعيده..كسقوط نظام مبارك

الديكتاتورى ومن قبله بن على ف تونس وأيضا انهيار طغيان المعتوه الذى يدعى القذافى.

وفرحتى وأنا أرى اهل بلدى قاموا لينتفضوا ويزيلوا نظام منحط قذر جثم ع انفاسنا ثلاثة

عقود....وشرد العديد من المصريين وجوعهم وذاد من فقرهم وقحطهم...ولطالما كرهته

وتمنيت ابادته وزواله...!










لكنى من ناحيه اخرى منهارا ومفجوعا لفقدان اعز اصدقائى ورحيله واختفائه فجاة من


حياتى...ونفسيه متدهوره لا يستطيع شئ ان يبث الفرح فيها او حتى يروح ولو القليل

عنها.....وقطع علاقتى بأصدقاء كنت  اظنهم يستحقون ويقدرون الصداقه ولكنهم خذلونى

بغيابهم وقت حاجتى اليهم وعدم مواساتى او تعزيتى ولو حتى بمكالمه هاتفيه...ولكن هذه

فائدة المحن انها تكشف الحقيقى والمزيف...

العام الدراسى الجديد اقترب..وحيرتى تزداد باقترابه كلما افكر وأسرح بخيالى واتخيل


وضعى هذا العام من دون احمد ونفسيه جيده واستقرار نفسى..وايضا أصحاب لست ع

علاقه جيده بهم سأراهم  ف اليوم اكثر من مره ف غياب صديقين توفيا...وحيرتى بشأن

تواجدى ف الجامعه دون رفيق قريب لى وتسائلى عن كيفية تمضية ساعات وساعات

وحيدا بعدما كان الوقت لا يكفى بين غداء وتمشية وأحاديث ونقاشات ومزاح كنت اقضيها

مع أحمد والصديق الأخر الذى توفى معه.....فيصيبنى ارهاق عصبى كريه...

تسلل الحزن الى حياتى بشكل مزمن كأانما كان ينتظر اى ثغره لينفذ منها الى حياتى


وينتشر سريعا محتلا أهم جزء ف جسدى (قلبى)..

حتى اننى اشعر ان هذا الحزن استطاع ان يخيم ع المدونه من خلال كلماتى
و

مواضيعى....


سألنى احد الأصدقاء وهو مدون مثلى ايضا من السودان قائلا (لماذا يطغى ع مدونتك هذا

الجو الكئيب السوداوى)..فأجبته اننى فكرت ف هذا الامر من قبل حتى اننى كدت أقرر ألا

اكتب أى موضوع حزين مجددا ف الفتره الحاليه ولكنى ترددت ورجعت عن هذا القرار

مبررا ذلك أن المدونه انشئت خصيصا لوصف اوقات فرحى وحزنى  كمثلى ..حتى اذا

كان الفرح شحيح فذلك ليس ذنبى باية حال..فمن منا يستطيع  اختيار الحزن 

والافراح...فرد عليا قائلا (كن نفسك)....فقررت بالفعل أن اظل نفسى ..كمثلى وكانسان

شاءت الأقدار ان يعيش حزينا مؤقتا او دائما...لاأعلم القادم..ولكن كل مااعلمه اننى سامل

من حزنى قريبا وسأثور عليه ...طاردا له من حياتى معلنا انى اكتفيت وشبعت حزنا

وكمدا..



يحزننى اننى سمعت من والد اعز اصدقائى المتوفى اثناء زيارتى له ان والد الصديق


الأ’خر الذى توفى اصيب بجلطه وشلل...صدمت من وقع الخبر ...وتذكرت بعض

الأحاديث  التى دارت بينى وبين هذا الصديق كانت تتعلق بخلافات مع ابيه ف

المنزل...وكيف أن ابيه يفتعل معه المشاكل الخاصه بالمال الذى يأخده منه عندما يأتى الى

الجامعه ..أدركت الآن كيف ابيه يحبه رغم الخلافات ..وايضا اصيب بشلل من حزنه
 
عليه...شئ مبكى ومحزن وقاسى...ف بعض الأوقات أشعر بالذنب لكونى حيا وهما

أموات...ولكن هكذا هى الحياه...




قررت ان اعيش حياتى وانسى كل الذى خلفى حتى موت اعز اصدقائى ولكن عندما


اتخيل نفسى اتجول وحيدا ف جامعتى بدونه أنهار..وخصوصا عندما سأمر ع تلك

الاماكن التى علقت بها الذكريات...سأمر ع أماكن ضحكاتنا ومزاحنا وتشاجرنا

وتصالحنا...سأمر ع كل الأماكن التى يوجد بها عبير الذكريات وسأشتاق له....

لا ادرى ماذا سيكون حالى ولكن ف كل الأحوال  رغما عنى ستخطو قدماى تلك

الاماكن...وماأقسى الذكريات..!

 

لا ادرى صراحة كيف سأقضى أول أيام العيد..ربما ف أكل الحلويات المخبوزه منزليا


التى أعشقها ولا أشعر بطعم العيد الا بتذوقها...او مع بعض الأصدقاء....كالعاده سأصحو

باكرا وأصلى صلاة العيد وسأدعو لأحمد بالرحمه..وسأدعو الله ان يثبتنى الأيام القادمه

ويساعدنى ف تلك المرحله العصيبه من الدراسه والنفسيه المتدهوره ....

أفكر ف الذهاب للأسكندريه عند احد أصدقائى الأعزاء...سأقيم ف سكن يخصه ولكن


واالدتى رفضت خوفا على...اظن انها اصيبت بهستيريا من حوادث السيارات والحوادث

عموما خصوصا بعد  تلك الحادثه المشئومه وايضا لعدم استقرار الوضع الأمنى من بعد

الثوره الى الآن لكن الوضع الامنى حاليا أفضل نسبيا مما مضى..وأنا شخصيا أريد السفر

والاختلاء بنفسى قليلا بعيدا عن كل الناس..لاننى أشعر باختناق مزمن...لكننى أريد ان

اقابل صديقى وانا ف حال احسن..واريد ان يكون مظهرى لائق وجيد عند مقابلته..لا

اريده ان يرانى وانا شاحب الوجه كئيب المنظر ..الغريب انى كثير النقد لذاتى ولشكلى

فقد اعتدت نقد ذاتى انتقادات لاذعه...لا أعلم ماسبب تلك الانتقادات  ربما لاننى سئمت

حالى وشكلى ونفسيتى ولا ارى أيا من الثلاثه تغير عما كان عليه ف الماضى...

مع الوقت ادرك ان اجمل اللحظات التى يمكن للمرء أن يعيشها هي لحظات الفرح


والسعاده وأيضا لحظات الحب..فأغرق احيانا ف حزن عميق عند تذكرى انى مثلى

وايجاد الحب صعب ف حالتى حتى تكاد تكون مستحيله بالنسبه لشخصيه متحفظه جدا 

مثل شخصيتى...ولكننى مع الوقت ادرك أن ذلك التحفظ هو الجانب الاكثر نضجا وجمالا

في شخصيتى... التحفظ هو جوهرتى الثمينه التى سأتنازل عنها الى شخص ما يوما ما



 أخيرا اتمنى من اعماق قلبى دوام الصحه لوالداى ولأصدقائى ولأحبابى ولكل المصريين

والعرب وكل البشر...اتمنى ألا تصدمنى الحياه ف أحد مجددا...وان تمر السنين القادمه


ف سلام....

أتمنى عيدا مباركا وسعيدا ع مصر بلدى التى احبها وأفتخر بها واتمنى

أن تظل آمنه حاضنه لكل المصريين مسلمون ومسيحيون وان تغدو دوله مدنيه متحضره..
 

الأحد، 14 أغسطس 2011

تأملات ذاتيه

أجلس الأن ف سيبر انترنت يديره أخى.........من النادر أن ادخله ولكنى كنت  أشعر 

بالملل فجئت وجلست ع أحدى الكمبيوترات.......اجلس وسط مشاجرات الصغار 

وهم يلعبون الألعاب الالكترونيه......واشاهدهم وهم منهمكون ف اللعب .....أنزعج منهم 

أحيانا ولكن عندما يغادرون  وأبقى وحيدا  اشعر كأنى أفتقد كل هذا الازعاج 

والضوضاء......





حالتى النفسيه الآن ومنذ أن بدأ شهر رمضان ليست مضطربه...ولكنها ليست مستقره 


أيضا.....ربما بين هذا وذاك...تارة مضطربه وتارة أخرى مستقره هادئه ساكنه 

كالموتى.........لا يمكننى وصف جانب واحد من حالتى النفسيه ...فكل جانب له عوامله 

المؤثره عليه......


ولا يمكننى أن أسرد كل جانب ع حده حتى لا اكثر الكلام...ولكننى لا استطيع ان

اتغاضى عن كل الجوانب...سأشرح أهم هذه الجوانب والأكثر تأثيرا على.......



الجانب الرومانسى....حقا لا أهتم بان اكون ف علاقه غراميه ف الوقت الحالى.....ربما 


بروود مشاعر.....أو انى لست محتاجا لعلاقه من هذا النوع ف الوقت المعاصر....فأنا ف

حاله نفسيه متدهوره  مفجوع نتيجة لفقدان صديق ....وتعاسه تنهش ف قلبى لخذلان بعض

الاشخاص لى وعدم تقديرهم لنفسيتى وعدم وقوفهم بجانبى ف تلك الايام العصيبه.....ومن

ناحيه اخرى علمى بأنى ابحث عن كنز مفقود يتمثل ف الحب وايجاد الشريك 

.......سيظهر ام سيظل اسطوره غامضه ف عالم الظلام ..لا أدرى...ربما

يكون قريب منى او بعيد عنى ....ف النهايه هو تائها ف عالم الغياهب...يبحث عنى 

وأبحث عنه..ونظل نبحث عن بعضنا ف عتمة الظلام وأتمنى أن نجد خيط نور يجمعنا 

معا.....ان شاء الله....لعلى أجده ف حديقة ما ينتظر قدومى ...وتسوقنى قدماى الى هناك..\

ربما سنتقابل ف بلاد بعيده حيث الثلوج والأمطار والبروده والصقيع...او ف بلاد تكون 

فيها الشمس فتاكه وحاره.....ربما سنلتقى هنا او هناك... ف الصباح أو المساء...

ف الربيع او الخريف ف الصيف او الشتاء.....ولكننا ف النهايه سوف نلتقى يوما ما....

أنا لم أيأس ولن أيأس...سيظل الأمل يهزم اليأس والاحباط....سأظل منتظرا....












الجانب الشخصى.....ذاتيا فأنا ف حاله يرثى لها من البؤس والحزن.....دائما أفكر ف 


صديقى الذى  خطفته الحياه مبكرا ...افكر ف حالى من بعده فيزذاد تعبى...ماذا سأفعل

من دونه ف الفتره المقبله ع من سأعتمد واثرثر وأضحك وامزح....وع كتف من سأنام

مرهقا من محاضرات الجامعه...وع أكتافى من سينام مرهقا من مشقة السفر...كلما 

غرقت ف بحور الذكريات والأنين اشعر كأنى ميتا ع قيد الحياه أو حيا ف عالم

الأموات...يختلف العالمان ولكن الاحساس واحدا لا يختلف.....لقد رجع

مصطفى من القاهره مع اخيه بعدما مكث هناك  ما يقرب من عشرة أيام....ولما عاد

اتصل بى واتى الى منزلى وقابلنى...حضنته وسلمت عليه ف حراره....وتمشينا ونحن

نبث همومنا لبعضنا البعض....ونحن لا نستطيع استيعاب عدم وجود شخص مهم ووجوده

ضرورى لكلا منا....فنصطدم بواقع الحياه الأليم.... ف اخر مقابله لى مع مصطفى...كان

يحدثنى عن ذكرياته مع احمد قبل وفاته بأيام....وكيف كانا يلتيقان ف اليوم أكثر من

مره...رغم مرارة الذكريات فلم اجد مفرا منها.....ورغم ان ردود فعلى غريبه وغير

معبره  أحيانا ف هذه المواقف  لكنى كنت اتمزق ف داخلى...واصرخ ف ألم ولكنى

أصمت واستمع........فالحزن قدرى ولا بد منه....



الجانب الاجتماعى.....هذا الجانب صعب الشرح والوصف خصوصا معى....لا انكر ان 


تعاملاتى مع الناس مبهمه احيانا وغير مفهومه...هناك حلقة وصل مفقوده...لا أبالغ ان

قولت حلقات مفقوده ليست حلقة واحده فقط...أحيانا أشعر انى لا اجد الكلمات التى بها ابدأ

الحديث مع أحدهم او حتى اشارك احد المتحدثين  حديثه..فأجد نفسى عقيما ف التواصل

....ربما السبب نبرتى الليبراليه الغامضه التى أتحدث بها حين يبدأ احدهما الحديث ف

السياسه...ناسيا أن ليس كل الناس يعون تلك النبره لكن يعتبرونها (فذلكه كدابه)...ولكنى

لا أتذكر تلك الحقيقه عندما يأتى الحديث بغتة......وف بعض الاوقات تصبح كلماتى تافهه

وغير مهمه بالمره خصوصا عندما يصيبنى الزهق من الاحاديث السياسيه او تلك التى

تتعلق بقضية ما....فأتحدث عن اى شئ حدث لى او سلوك حياتى نمطى...ثم اتذكر ان 

بيرم التونسى رغم عبقريته الأدبيه وبلاغته كان يحلو له الحديث عن المطبخ والأكلات

عندما يجلس ع المقهى......فأضحك من قلبى متناسيا همومى......
 
ف محاوله بائسه منى ان اقضى ع تلك الأشياء التى تعتصر قلبى....


لا زلت اغرق ف بحر يحوى أشياء كثيرة تسمى حقائق الحياه...لا زلت آملا ف أن أجد


بر الأمان والحب ...لكنى كلما  ظننت  اننى اقترب من يابسة الخلاص اكتشف انها مجرد

سراب خادع.....يا للحياه.....!....سأظل أحلم بالطمأنينه التى تجتاح قلبى...والسعاده

والهناء اللذان يملأن مستقبلى وحياتى....  

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

رمضان الفراق والافتراق....

رمضان أتى وقبل قدومه بأربعة أيام فقدت صديقين لى ف حادثة سير...كان أحدهما

أعز صديق لى...تلقيت الخبر ف الساعه الخامسه بعد الفجر...وأصابتنى نوبه هستيريه 

 من البكاء والصراخ..كانت صدمه مريره وكان يوما مشئوما...كنت مفزوعا من النبأ

الكئيب وأحسست أن الزمن توقف من حولى والحزن تجمع ف قلبى وسكن وجدانى


 بلغنى الخبر أحد أصدقائنا المقربين وهو مفجوع وبدأنا  ف البكاء معا عندما تحدثنا

عبر الهاتف...تخيلت لوهلة انه كابوس بشع...بعدها ادركت انها الحقيقه القاسيه...


ثم بعدها بدقائق معدوده اتصل بى ابن عم الصديق الثانى ليبلغنى خبر وفاته هو الثانى

 شعرت كأنها خناجر تدب ف قلبى .......وصرخت بأقصى قوتى وانهمرت الدموع


من عيناى ف عنف وحرقه.....!


ذهبت الى بيت صديقى المقرب ..وقابلت زميلان ف طريقى الى هناك...عندما دخلت


الشارع الذى يوجد فيه بيته انقبض قلبى من مشهد النسوه والرجال الذين يجلسون أمام

 منزله...فتساقطت الدموع من عيناى متألمة لفراقه وحزنا ع الغرفه التى تخلو منه


التى طالما جلسنا أنا وهو فيها...بها درسنا وضحكنا وجلسنا معا ع مدار سنوات.....

لم أتحمل الموقف فرجعت مسرعا الى المنزل كى أبكى وأصرخ  ف خلوة بعيدا عن 

الآخرين ....


وبعد اتصالات عده بينى وبين مصطفى لكى أعرف الموعد المحدد الذى فيه سوف


يرجعون من المستشفى ومعهم جثة أحمد....غفوت قليلا من الارهاق النفسى والجسدى

اللذان ألما بى....صحوت شاردا تعيسا ..أستحممت وجهزت نفسى للذهاب الى الصلاه


وحضور مراسم الدفن..

دخلت المسجد وجلست تعيسا حزينا وتائها....رأيت الكثيرمن الأصحاب الذين لم أراهم


منذ مده طويله وأصحاب دراسه أتوا من بلاد أخرى....وعندما دخل نعش أحمد ..وسط

استغفار الناس وترحمهم ونطق بعضهم لآيات قرآنيه لم أتحمل رؤيت نعشه فأجهشت


ف البكاء ثم صلينا وذهبنا ف عربيات نقل عملاقه بأعداد كبيره من أهله وجيرانه

ومعارفه .....وتمت دفنته وسط أجواء يخيم عليها الحزن والبكاء والكئابه.... 

 رجعت الى المنزل يومها وأنا غير مستوعب سرعة وتلاحق الأحدث ونمت نوما عميقا


لساعات عديده...!



لم أستيقظ الا ف منتصف اليوم التالى...وف نفس اليوم ذهبت الى الجنازه ووجدت

والد أحمد فسلمت عليه مواسيا...وجلست فلم أستطع منع نفسى من البكاء وعلامات


الحزن والكئابه مرتسمه ع وجهى وسط المعزين...

جاء والد أحمد وجلس بجانبى وأعطانى منديلا كى اجفف دموعى وشد ع كتفى قائلا


(أمانه وربنا خدها هنئوله لأ)...لم أهتم بما قاله وأخذت الدموع تذرف من عيناى مجددا

ثم بعدما انتهى القارئ من تلاوة القرآن ذهبت أنا ومصطفى وبعض الأصحاب لملاقاة


والدة أحمد...لطالما فكرت فيها وف حالها لانى أعلم جيدا كيف كانت تحبه ومرتبطة به

أفزعنى منظرها التعيس المبكى...وجهها ذابلا تعيسا...عيونها تائهه وشارده ...


طلبت مننا أن نتذكره والا ننساه ماحيينا..فوعدناها بما قالت...وخرجنا ونحن نسمع 

نحبها وبكاءها... 


كانت هذه ألايام هى ألاكثر كئابة ع الاطلاق....أصبحت للحزن والكئابه عنوانا....

أختى الكبرى كانت تجئ وتجلس معى مواسية تطلب منى الصبر وقراءة الفاتحه لأحمد

وصديقى الآخر الذى اسمه أحمد أيضا..ولكن أحمد الأول هو صديقى المقرب الذى

لطالما كان يساعدنى ف دراستى ويحضر معى المحاضرات والكورسات ويذهب

ويجئ معى ف كل مكان....

لم أستطع أن أمنع الذكريات من ملاحقتى ليلا ونهارا...كلما صحوت وكلما غفوت...

لم أستطع أن انسى ابتساماته ومزاحه معى...وتقبيله لى ووجوده معى أينما ذهبنا

لم أستطع أن أوقف دموعى التى تنهمر كلما تراءى لى وجهه البرئ...

أخبرنى مصطفى انه سيذهب الى القاهره كى يقيم عند أخيه بضعة أيام بعيدا عن هنا

لعله يستطيع أن يحسن من حالته النفسيه..أيدت قراره ونصحته بأن يذهب ويختلى

بنفسه ....

أم أنا فلا مفر لى من ملاحقة الذكريات ....فأنا أرى أحمد أينما ذهبت وأسمع صوته

وضحكاته كلما فكرت فيه...


من المؤكد أن رمضان هذا العام هو اكئب رمضان قابلته وعشته..فلم يأتى الا بالحزن

والتعاسه والقسوه المريره.....والحياه لا تزال تضعنى ضمن أولوياتها...ولا تزال

مصره ع مفاجئتى وتكسيرى .... فلا يكفيها انهيارى وماحدث ومايحدث وما سوف

يحدث..!

ولا يكفيها انى ضعفت وتمنيت الموت كى أهرب من واقعى القاسى....

ربما رمضان يكون رحيم بى ويبث ولو شئ من السعاده ف داخلى...

كم أتمنى ذلك ولطالما تمنيت ألا تنتقم الحياه من أصدقائى وأهلى وأحبائى....

فأنا أتحداها ...فأنا حى ارزق وسأتجاوز محنى النفسيه ومصائبى...

فأنا لى رب رحيم يرأف بى وبصديقى.....