الأحد، 5 فبراير 2012

وطن يستغيث

ربما هذه الأيام هى الأكثر حزنا وكئابة وقسوة ف مرورها علي اريد ان أبكى او ألطم


أو اصرخ متألما لما يحدث ف هذه البلد البائسه التى ينهش الحزن جسدها وتناضل حتى

تحصل ع حريتها... لكنى سأتماسك عل أملى بالغد يستطيع أن يزيل او يخفف من 

رواسب الأحزن والآلام التى تجمعت ف قلبى وكيانى...ككل مصرى حزين تعيس وهو


يشاهد مايحدث ويقف مشدوها مصدوما أمام برك الدم وأكوام القتلى والجثث الملقاه 

والمبعثره هنا وهناك...عندما سمعت خبر وقوع قتلى ف استاد بورسعيد كنت أشتم

وأسب ف هذه الجماهير المغيبه التى تموت من أجل مباراة كرة قدم ويومها خرجت

وقابلت بعضا من أصدقائى وذكرت هذا الخبر امامهم متعجبا ومنزعجا من هؤلاء الذين

يبيعون ارواحهم من أجل كره منفوخه بالهواء...وتكلم أحد اصدقائى ممتعضا ويوافقنى 

الرأى( تخلف والله العظيم) فرددت عليه(ايه ده معئول تكون فيه ناس بتفكر بالطريقه دى

هو احنا ناقصين)...تمشينا قليلا ومزحنا ايضا ثم تركتهم عائدا الى المنزل...ثم فتحت

التلفاز وشاهدت القنوات الاخباريه ثم وعيت الحقيقه ورأيت صور القتلى والمفقودين 


 وأيقنت أن هناك شيئا يدبر ربما شككت فيه ف البدايه عند سماعى عن هذه الحادثه 

ولكننى لم أعيره اهتماما وكنت مصرا ان الضحايا هم السبب فيما حدث لهم...حزنت


 ولومت نفسى كثيرا خصوصا لعلمى وايمانى بأن العسكر يعيثون ف هذه البلد فسادا


 ودمارا وتخريبا ..وعاتبت نفسى وتسائلت كيف لم اوقن منذ البدايه أن هؤلاء الموتى

ماهم الا ضحايا مؤامره دنيئه خبيثه يدبرها بعض الطامعون ف السلطه وبعض


العواجيز الطاعنون  ف السن الذين يدفعون كل رخيص وغالى كى يبقوا محل قوه 

بالاضافه الى هؤلاء الذين يقبعون ف السجن وسيفرحون ويبتهجون كثيرا لكل مصيبه 

وكارثه جديده تحدث مخلفة وراءها الدمار والجثث والدماء المساله بغزاره..وأخذت

اتابع عن كثب تصريحات المسئولين وتخاذلهم وكلامهم المستفذ الفاتر... الذى ينم عن
 
  سلبيه وتواطئ خفى ف ارتكاب هذه الجريمه النكراء ..استغرقت ف التفكير


وف محاولة فك طلاسم هذه المؤامره المدبره بخبث منقطع النظير...(استفذاذ ومحاولة 

اثارة مشاعر جماهير فريق المصرى البورسعيدى..ثم بلطجيه ومجرمون يهرولون ف

أرض الملعب اتجاه جماهير الاهلى يملؤوهم الغل والشر ليناولوا منهم..ثم علمت لاحقا


 أن الابواب كانت موصده بلحام حتى لا تستطيع جماهير الاهلى الهروب والفرار

ويصبحوا هدفا سهلا لهؤلاء القتله )..ألا يوحى كل هذا بأن هذه الجريمه كانت مدبره من

قبل!....وتخيلت نفسى أحد هؤلاء الابرياء وأنا اقف أرتجف من الرعب وأعلم انى

سأقتل وسيتم ازهاق روحى ع أيدى بعض السفله المأجورين..أحسست برعشه تسرى

ف جسدى..فمجرد استحضار صورتى وأنا ف هذا الموقف البشع يميتنى خوفا...فما بال

كل هؤلاء الضحايا الذين كانوا بأرواحهم وأجسادهم هناك..وقتلوا غدرا ...انا مثلى ولا

انزعج من كونى مثلى..أشتم وأسب ف هذا الوطن واستنكر عاداته وتقاليده البلهاء

الباليه..وعدوانيته وكرهه لميولى ولأحلامى ولرغبتى ف السعاده والاستقرار مع من 

سأحب اذا قدر لى هذا..مجتمع يتلذذ بابادة واعدام آمال وأحلامى ف المجاهره بحبى 


وميولى علانية دون اى تحفظ وتقبل هذا..ولكن هذا حلم لن يتحقق عاجلا ام آجلا

فالمثليين مضطهدين هنا ولن ابالغ ان قولت انهم مضطهدين كذلك ف كافة أنحاء


الوطن العربى..لا أستطيع أن انكر انى كثيرا فكرت ولا زلت افكر ف الهجره بعيدا عن


 هنا واغتنام اول فرصه تسنح لى للهجره الى اى مكان آخر حيث استطيع أنا احيا

بكرامه وانسانيه واتمنى أن يتحقق ذلك..ولكننى لا استطيع أن اقف اشاهد مايجرى

 صامتا امصمص شفتاى مكتوف الايدى واكتفى بذلك..وحتى اذا حصل وهاجرت فلن

 استطيع ان اتملص من مشاعرى كمواطن يحب بلاده ويتمنى لها الأفضل دائما..أتمنى

أن يرحل العسكر عنا ويعودوا من حيث آتوا فكفى قتل وسحل ودماء رويت كل شبر

حتى فاضت ..واتمنى أيضا من البرلمان الذى من المفترض انه منتخب من الشعب أن

يكونا صارما ولا يكتفى بردود الفعل الباهته تلك ويتخذ موقفا حازما ضد المجلس

العسكرى ويطالبوهم بتسليم السلطه والعوده لثكناتهم ليؤدوا الدور المنوط بهم ف حماية 

الوطن وليست المشاركه ف الحياه السياسيه وادارة البلاد مع أنى أشك ف احتمالية

تحقيق ذلك...وان لم يحدث هذا فلا أستطيع عتاب المتظاهرين الشرفاء الذين يخاطرون


بأرواحهم ومستقبلهم وأحلامهم  ويصمدون أمام قنابل الغاز والرصاص الحى وطلقات

الخرطوش...يجب القصاص من القتله والسفاحين الذين لا ينفكون دمارا وتخريبا وسفكا

للدماء..من أجل الأمهات الثكالى والآباء المكلومين..يجب محاسبة كل من ارتكب او 


شارك ف هذه الجريمه  وف أحداث مجلس الوزراء وماقبلها...يجب ايقاف اراقة الدماء

ويجب الحفاظ ع مصر لانها أعز وأغلى مانملك...


أتمنى من صميم قلبى ان نحطم تلك القيود التى أعتقدنا اننا تخصلنا منها بزاول  النظام

السابق ورؤوسه ولكن النظام مازال حيا وقائما وقيوده آخذه ف النمو من حولنا

ومحاصرتنا مجددا...يجب ألا نستسلم ويجب أن نحدد مصيرنا بأيدينا لنرتاح قليلا .


ونتنفس الصعداء....كم أتمنى مستقبلا خاليا من العسكر والانتهازيين وتجار الدين وأيضا

من رائحة الموت..!